يبدو أن الاحتياطي الفيدرالي هذا العام يضخ الأموال في السوق من خلال عمليات إعادة الشراء الليلي، لكن لا تسيء الفهم، فهذا ليس استعدادًا لعملية التخفيف الكمي واسعة النطاق. ببساطة، الأمر يتعلق بدفع فاتورة سياسة التشديد المالي المرتبطة بجائحة كوفيد، مع ضمان بقاء سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية ضمن النطاق المستهدف المحدد. ما هو القلق الحقيقي؟ الخوف من تكرار أزمة الريبو في سبتمبر 2019.

عند الحديث عن هذه الأزمة، ما كانت الحالة آنذاك؟ تضييق حاد في سيولة سوق الريبو، وارتفاع مفاجئ في سعر الفائدة على عمليات إعادة الشراء الليلي. ارتفع سعر SOFR من 2.43% فجأة إلى 5.25%، ووصل أعلى مستوى خلال اليوم إلى 10%. وكان نطاق هدف سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية آنذاك فقط 2.00%-2.25%، وهو فارق كبير جدًا. والأسوأ من ذلك، بدأ يظهر تأثير الانتشار: ضغط سوق الريبو انتقل إلى سوق الأموال الفيدرالية، وارتفع سعر الفائدة الفعلي (EFFR) إلى 2.30%، متجاوزًا الحد الأعلى لنطاق الهدف.

يتمثل السلاحان الرئيسيان للاحتياطي الفيدرالي في السيطرة على التضخم وتعزيز التوظيف. إن ضخ السيولة من خلال عمليات إعادة الشراء الليلي هو في جوهره إجراء وقائي ضد انهيار سلسلة التمويل القصيرة الأجل، وليس بداية لجولة جديدة من التخفيف الكمي.