مشاعر المستهلكين في الولايات المتحدة تظهر انتعاشًا متواضعًا، وتوقعات سابقة كانت متفائلة بشكل مبالغ فيه

كشف بيانات ثقة المستهلك المعدلة من جامعة ميشيغان لشهر ديسمبر عن نظرة اقتصادية أكثر حذرًا مما توقعه المشاركون في السوق. جاء مؤشر ثقة المستهلك عند 52.9، مسجلاً مراجعة هبوطية من التقدير الأولي المبدئي البالغ 53.3، وتجاوز التوقعات الإجماعية بين الاقتصاديين البالغة 53.4.

على الرغم من هذا الانتكاس، لا زال الرقم الرئيسي يحافظ على مسار تحسني مقارنة بقراءة نوفمبر البالغة 51.0 — وهو أدنى مستوى مسجل منذ يونيو 2022، عندما وصل المؤشر إلى أدنى مستوى قياسي عند 50.0. كان هذا الارتفاع الشهري مدفوعًا بشكل رئيسي بانتعاش في مواقف المستهلكين المستقبلية، حيث ارتفع مؤشر التوقعات بشكل حاد إلى 54.6 من 51.0 في نوفمبر.

ومع ذلك، فإن المكاسب في الثقة أخفت الضعف الكامن في تقييم الظروف الحالية. انخفض مؤشر الظروف الاقتصادية الحالية إلى 50.4 من 51.1، مما يشير إلى استمرار التحديات في قوة الشراء للأسر والأسس الاقتصادية.

ضغوط التضخم تتراجع للشهر الرابع على التوالي

ربما كان التطور الأكثر تشجيعًا هو البيانات المتعلقة بتوقعات التضخم. انخفضت توقعات التضخم لعام واحد في ديسمبر إلى 4.2 بالمئة، من 4.5 بالمئة في نوفمبر، مسجلة انخفاضًا شهريًا رابعًا على التوالي ووصولها إلى أدنى مستوى لها خلال أحد عشر شهرًا. كما تراجعت توقعات التضخم على المدى الطويل إلى 3.2 بالمئة، متطابقة مع مستوى يناير 2025، وانخفضت من 3.4 بالمئة سابقًا.

وفقًا لمديرة استطلاعات المستهلكين جوآن هسو، تظهر هذه القراءات طويلة الأمد تحسنًا ملموسًا. في العام الماضي، كانت هذه القراءات تتراوح بين 2.8 و3.2 بالمئة، بينما ظلّت فترة 2019-2020 دائمًا أدنى من 2.8 بالمئة — مما يشير إلى أن التوقعات الحالية، على الرغم من تحسنها، لا تزال مرتفعة بالمقاييس التاريخية.

تعطي البيانات صورة مختلطة لصانعي السياسات والمستثمرين على حد سواء، حيث توازن بين انتعاش معتدل في الثقة مقابل عدم اليقين الاقتصادي المستمر والفجوة بين تلطيف التضخم وإعادة بناء ثقة المستهلك.