فهم حدود الارتفاع والانخفاض في سوق الأسهم: من الظواهر السوقية إلى قرارات الاستثمار

في تداول الأسهم، الحد الأقصى للارتفاع والحد الأقصى للانخفاض هما أكثر حالتين متطرفتين يمكن أن تثيرا تقلبات السوق بسهولة. سواء كنت مبتدئًا دخل السوق للتو أو مستثمرًا ذا خبرة، فإن فهم المنطق وراء هذه الظواهر ومعرفة كيفية التعامل معها هو أساس إدارة المخاطر بشكل جيد.

متى ستواجه الأسهم سقف الارتفاع وسقف الانخفاض؟

أسعار الأسهم ليست غير محدودة في الارتفاع أو الانخفاض. على سبيل المثال، في سوق الأسهم التايواني، حددت الجهات التنظيمية حدودًا واضحة للتقلبات: لا يمكن أن يتجاوز ارتفاع أو انخفاض سعر السهم خلال اليوم 10% من سعر الإغلاق السابق.

كمثال عملي، إذا كانت إغلاق شركة TSMC أمس عند 600 يوان، فإن أعلى سعر يمكن أن يصل إليه اليوم هو 660 يوان (السقف الأعلى)، وأدنى سعر هو 540 يوان (السقف الأدنى). بمجرد الوصول إلى هذا الحد، يتم “تجميد” سعر السهم عند هذا المستوى، ولا يمكن أن يتحرك أكثر.

بالمقابل، تتبع سوق الأسهم الأمريكية نهجًا مختلفًا تمامًا — فهي لا تضع حدودًا للارتفاع أو الانخفاض، بل تستخدم آلية التوقف عن التداول للتحكم في تقلبات السوق. عندما ينخفض مؤشر S&P 500 بأكثر من 7% أو 13% خلال فترة قصيرة، يتوقف السوق تلقائيًا لمدة 15 دقيقة؛ وإذا وصل الانخفاض إلى 20%، يتم إغلاق السوق مباشرة في ذلك اليوم. أما على مستوى الأسهم الفردية، فحين يرتفع أو ينخفض سعر السهم بأكثر من 5% خلال فترة قصيرة (مثل 15 ثانية)، يتم إيقاف تداول ذلك السهم مؤقتًا.

التعرف بسرعة: الميزات البصرية لسقف الارتفاع وسقف الانخفاض

على واجهة تداول الأسهم التايوانية، التعرف على سقف الارتفاع وسقف الانخفاض بسيط جدًا — فقط انظر إلى ما إذا كانت الرسوم البيانية أصبحت خطًا مستقيمًا. الأسهم التي عند سقف الارتفاع تُميز بـخلفية حمراء، والأسهم عند سقف الانخفاض تُميز بـخلفية خضراء، مما يسهل التمييز بسرعة.

طريقة أعمق للتعرف هي النظر إلى توزيع أوامر الشراء والبيع. عند سقف الارتفاع، تكون أوامر الشراء مرتبة في طابور طويل، بينما أوامر البيع تكاد تكون معدومة — لأن الطلب يفوق العرض بكثير، ويتم قفل سعر السهم عند الحد الأعلى. وعلى العكس، عند سقف الانخفاض، تتراكم أوامر البيع بشكل كبير، وأوامر الشراء قليلة جدًا، والسوق يتجه بشكل أحادي نحو الخروج.

هل يمكن التداول عند سقف الارتفاع؟ وماذا عن سقف الانخفاض؟

فهم خاطئ شائع هو أن التداول غير ممكن عند سقف الارتفاع أو الانخفاض. في الواقع، الأمر ليس كذلك — يمكن التداول تمامًا، لكن نتائج الصفقات ستكون مختلفة جدًا.

منطق التداول عند سقف الارتفاع:

• إذا رغبت في وضع أمر شراء، قد لا يتم التنفيذ على الفور، لأن هناك العديد من أوامر الشراء المعلقة مسبقًا.
• إذا رغبت في وضع أمر بيع، فغالبًا سيتم التنفيذ على الفور، لأن هناك طلبات شراء أكثر من عروض البيع.

منطق التداول عند سقف الانخفاض:

• إذا رغبت في وضع أمر شراء، فسيتم التنفيذ تقريبًا على الفور، لأن هناك العديد من عروض البيع.
• إذا رغبت في وضع أمر بيع، قد يتطلب الأمر الانتظار في قائمة الانتظار، لأن هناك الكثير من الراغبين في الخروج.

ما القوى التي تدفع الأسهم للوصول إلى سقف الارتفاع؟

الأخبار الإيجابية المحفزة: إعلان الشركة عن نتائج ربع سنوية ممتازة، أو زيادة الأرباح بشكل كبير، أو الإعلان عن حصولها على طلبات كبيرة (مثل TSMC التي تتلقى طلبات من Apple وNVIDIA)، غالبًا ما يؤدي مباشرة إلى سقف الارتفاع. كما أن السياسات الداعمة، مثل دعم صناعة الطاقة الخضراء أو تعزيز تطوير السيارات الكهربائية، تثير تدفقات رأس المال إلى السوق.

تأثير المضاربة على الموضوعات: أسهم الذكاء الاصطناعي التي تشهد طلبًا هائلًا على الخوادم ترتفع بشكل حاد وتصل إلى سقف الارتفاع، وأسهم التكنولوجيا الحيوية التي يركز عليها المستثمرون بشكل دائم، وعند نهاية الفصل المالي، يقوم المستثمرون بتضخيم أسهم التصميم الإلكتروني وغيرها من الأسهم الصغيرة والمتوسطة لتحقيق الأداء، وأي شرارة صغيرة يمكن أن تؤدي مباشرة إلى سقف الارتفاع.

التحول الفني: اختراق سعر السهم لمنطقة تكديس طويلة الأمد مع حجم تداول كبير، أو ارتفاع رصيد الاقتراض (الاقتراض من السوق) الذي يثير موجة شراء، كلها عوامل تجذب المستثمرين الباحثين عن الشراء.

سيطرة الحصص: عندما يشتري المستثمرون الأجانب أو المستثمرون المؤسسيون بشكل متواصل، أو عندما يسيطر اللاعبون الكبار على الأسهم الصغيرة والمتوسطة، فإن السوق لا يملك مخزونًا كافيًا للبيع، وأي حركة شراء ستؤدي إلى قفل السهم عند سقف الارتفاع، مما يصعب على المستثمرين الأفراد بناء مراكز.

ما القوى التي تؤدي إلى سقوط الأسهم في هاوية الانخفاض العميق؟

الأخبار السلبية: تقارير الأرباح المخيبة (مثل خسائر متزايدة، أو تدهور هامش الربح)، أو الفضائح الشركاتية (مثل التلاعب المالي، أو تورط كبار المسؤولين)، أو دخول القطاع بأكمله في فترة ركود، كلها تؤدي إلى حالة من الذعر وبيع الأسهم، وغالبًا ما يصعب تجنب سقف الانخفاض.

حدوث مخاطر نظامية: في عام 2020، عندما تفشى جائحة COVID-19، انهارت العديد من الأسهم مباشرة إلى سقف الانخفاض؛ كما أن اضطرابات السوق العالمية (مثل انهيار سوق الأسهم الأمريكية) تؤثر على سوق الأسهم التايواني، حيث أن تراجع ADR الخاص بـ TSMC يؤدي إلى تراجع جماعي في أسهم التكنولوجيا.

بيع الكبار بشكل جماعي: بعد عمليات المضاربة ورفع الأسعار، يبدأ كبار المستثمرين في تصفية مراكزهم، ويُجبر المستثمرون المربوطون على الخسارة على البيع، مما يثير ضغط بيع شديد. مثال على ذلك، انهيار أسهم الشحن في 2021 — حيث انخفض السعر بشكل حاد، مما أدى إلى تفعيل عمليات استدعاء الهامش، ولم يتمكن المستثمرون الأفراد من الفرار قبل أن يتوقف السوق.

اختراقات فنية: كسر المتوسطات الشهرية أو الفصلية أو مستويات دعم رئيسية أخرى، أو ظهور شموع سوداء طويلة مع حجم تداول كبير (إشارة إلى تصفية المراكز من قبل اللاعب الرئيسي)، كل ذلك يسهل حدوث سقف الانخفاض.

كيف يتصرف المستثمرون عند مواجهة اتجاهات متطرفة؟

الخطوة الأولى: تحليل الحقيقة وراء الحدث، ورفض التسرع في اتباع الاتجاه

عند رؤية سقف الارتفاع، لا تسرع في الشراء، وعند رؤية سقف الانخفاض، لا تتوتر وتبدأ في البيع على الفور. اسأل نفسك ثلاثة أسئلة: لماذا ارتفع أو انخفض هذا السهم؟ مدى استمرارية هذا السبب؟ مدى ثقتي في حكمتي؟

على سبيل المثال، عند سقف الانخفاض، إذا لم تكن هناك مشكلة في الشركة نفسها، وإنما كانت نتيجة لمشاعر السوق أو عوامل مؤقتة، فمن المحتمل أن يرتد السعر لاحقًا. في مثل هذه الحالات، يكون الاحتفاظ أو بناء مراكز صغيرة هو الخيار الأفضل. وعند سقف الارتفاع، يجب تقييم ما إذا كانت الأخبار الإيجابية قادرة على دعم استمرار ارتفاع السعر، وإذا كانت التوقعات غير واضحة، فالأفضل الانتظار.

الخطوة الثانية: استكشاف فرص استثمارية ذات صلة

عندما يرتفع سهم قيادي نتيجة أخبار إيجابية، يمكن النظر إلى الشركات التابعة أو المماثلة له. على سبيل المثال، عندما يرتفع سهم TSMC، عادةً ما تتبع أسهم شركات أشباه الموصلات الأخرى نفس الاتجاه.

كما أن العديد من الأسهم التايوانية مدرجة أيضًا في الأسواق الأمريكية (مثل ADR الخاص بـ TSMC)، ويمكن للمستثمرين التداول عبر وسطاء دوليين أو شركات وساطة خارجية. هذا يتيح المشاركة في السوق ذات الصلة وتقليل مخاطر سهم واحد.