السوق ينزف، الروافع المالية تتعرض للتصفية القسرية، والدببة يحتفلون بجنون—لكن الأموال الذكية بدأت بالفعل في حساب توقيت الانعكاس.

دعونا أولاً نرى مدى جنون هذا الهبوط:

من قمة 125,000 دولار في أكتوبر إلى حوالي 80,000 في 21 نوفمبر، فقد البيتكوين ثلث قيمته خلال ستة أسابيع. وفي شهر نوفمبر وحده، انخفض بأكثر من 25%، ليصبح أحد أسوأ الشهور منذ انهيار FTX في 2022.

الإيثريوم كان أكثر سوءًا، إذ تجاوز حاجز 2,700 دولار إلى الأسفل، مسجلاً أدنى مستوى له منذ عدة أشهر.

لكن النقطة ليست "إلى أي مدى انخفض" → بل إلى أي مدى كان الانخفاض سريعًا وعنيفًا:

• حجم التصفية اليومية وصل مباشرة إلى 20-200 مليار دولار
• في يوم 21 نوفمبر وحده، تشير التقديرات المتحفظة إلى أن إجمالي التصفية القسرية عبر الشبكة تجاوز 2 مليار دولار
• على بعض منصات العقود، انخفض السعر من 83,000 إلى 80,000 في لحظة، في انفجار متسلسل نموذجي بسبب الفزع الجماعي

هذا ليس هبوطًا بطيئًا وتكوين قاع، بل هو عملية إزالة رافعة مالية منهجية وفزع جماعي.

من الناحية المهنية، هذا يُعد مثالاً تعليميًا على "فشل نموذج VaR + مخاطر الذيل الأسود (البجعة السوداء)":

تعتمد العديد من فرق الكوانت والمؤسسات على النمذجة باستخدام التقلبات التاريخية، وهذه المرة تلقى السوق درسًا قاسيًا. الحالات القصوى التي حسبتها النماذج لم تكن قريبة حتى من الحالات القصوى الحقيقية.

تراكم الروافع المالية بشكل مفرط → تفعيل تصفيات متسلسلة → جفاف السيولة فجأة → تسارع الانخفاض السعري → المزيد من المراكز يتم تصفيتها قسرًا... حلقة مفرغة.