هذه الليلة، يعتبر إصدار تقرير الوظائف غير الزراعية حدثًا دراميًا كبيرًا لهذا العام. أضافت الولايات المتحدة 119000 وظيفة في سبتمبر، متجاوزة بشكل كبير توقعات السوق البالغة 50000 والقراءة السابقة البالغة 22000، مما كان من المفترض أن يكون إشارة على قوة الاقتصاد. لكن التحول المفاجئ في الأحداث — حيث ارتفع معدل البطالة بشكل غير متوقع ليصل إلى 4.4%، مسجلًا أعلى مستوى منذ عام 2021 — يثير الدهشة. هذا المزيج من البيانات يشبه إلى حد كبير عملية سحرية حيث يرسم اليد اليسرى دائرة واليد اليمنى مربعًا.

انقسم السوق على الفور إلى فريقين: المتشائمون الذين يركزون على بيانات التوظيف يعتقدون أن الاقتصاد قوي جدًا، وأن خفض سعر الفائدة غير وارد؛ أما المتفائلون الذين يراقبون معدل البطالة فيشعرون بالقلق، وإذا لم يتم التيسير الاقتصادي، فسيصل الاقتصاد إلى هبوط حاد. الاحتياطي الفيدرالي يقف في الوسط، ويبدو أنه يتساءل أيضًا — هل نصدق أي طرف؟

الأمر الأكثر إزعاجًا هو ما سيأتي بعد ذلك. قد يتوقف الحكومة الأمريكية عن العمل في أي لحظة، ومن المرجح أن تتوقف البيانات الاقتصادية عن الوصول بشكل منتظم. ربما يصبح هذا التقرير هو «الدليل الإرشادي» الوحيد خلال الأسابيع القليلة القادمة. بدأ المتداولون في التخمين بشكل أعمى حول قرار سعر الفائدة في ديسمبر، وأسواق الدين والعملات تتقلب بشكل مستمر، وبالطبع سوق العملات المشفرة لن يكون بعيدًا عن هذه الفوضى.

بصراحة، في مثل هذه الأوقات، الحديث عن الأخبار الإيجابية أو السلبية يكون أمرًا مطلقًا جدًا. الآن هو زمن «زيادة عدم اليقين» — التقلبات ستتضخم، والفرص والمخاطر موجودة في الوقت ذاته. حركة البيتكوين في الأيام الأخيرة هي أفضل دليل على ذلك، حيث يمكن أن تجعل تقلباتها اليومية تشكك في كل شيء.

الصراحة: ليس وقت المراهنة بكل شيء الآن. عليك السيطرة على حجم مركزك، ووضع حدود للخسائر، وعدم الانجرار وراء العواطف. حتى تتضح البيانات، أنت فائز بنسبة كبيرة. السوق سيعطي الجواب، لكنه لن يعطيك إياه مبكرًا.