مؤخراً، تمكنت السلطات الأمريكية من تفكيك مجموعة كبيرة من برامج الفدية تُدعى BlackSuit، مما يمثل اختراقاً كبيراً في جهود مكافحة الجرائم الإلكترونية الدولية. وفقاً للمعلومات التي نشرتها وزارة العدل الأمريكية، تم تنفيذ هذه العملية في نهاية يوليو من قبل وكالات إنفاذ القانون من عدة دول.

أثناء العملية، لم يقم عناصر إنفاذ القانون بمصادرة العديد من الخوادم والمواقع الخاصة بالعصابة فحسب، بل قاموا أيضًا بمصادرة عملات مشفرة تُقدّر قيمتها بحوالي مليون دولار. منذ عام 2022، استهدفت هذه العصابة بشكل رئيسي المؤسسات الطبية والدوائر الحكومية والشركات الصناعية، وتسببوا في أكثر من 450 حالة في الولايات المتحدة وحدها، حيث بلغت قيمة الفدية 370 مليون دولار.

أسلوب عمل BlackSuit سيئ للغاية، حيث يقوم بتشفير ملفات الضحايا، وتهديدهم بكشف البيانات الحساسة للضغط عليهم. وقد تم إجبار بعض الضحايا على دفع فدية تعادل 49 بيتكوين، أي ما يعادل 1.4 مليون دولار. قال المحقق في وزارة الأمن الداخلي، مايكل برادو، إن هذه العملية تهدف إلى تدمير شبكة الجريمة هذه بالكامل. من الجدير بالذكر أن BlackSuit انبثقت من مجموعة قراصنة أخرى تُدعى Royal، وبدأت نشاطها منذ العام الماضي.

مؤخراً، زادت الولايات المتحدة من جهودها لمكافحة الجرائم الإلكترونية. قبل الحملة ضد BlackSuit، كانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات على Aeza Group واعتقلت أعضاء عصابة Chaos، وضبطت 2.4 مليون دولار من البيتكوين. غالبًا ما تتراوح فدية هذه العصابات من مليون إلى عشرة ملايين دولار، وقد تصل في بعض الأحيان إلى 60 مليون دولار.

كانت عملية ضرب BlackSuit هذه غير مسبوقة، حيث حشدت الولايات المتحدة العديد من الوكالات مثل وزارة الأمن الداخلي و FBI وإدارة الضرائب، وتلقت الدعم من دول متعددة مثل المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وكندا. وهذا يشير إلى أن المجتمع الدولي يعزز التعاون لمواجهة الجرائم الإلكترونية المتزايدة.

على الرغم من أن السلطات المختصة حققت نتائج ملحوظة، إلا أن تهديدات الأمن السيبراني لا تزال قائمة. يجب على المستخدمين العاديين أن يكونوا يقظين، وتجنب النقر على الروابط غير المعروفة، والقيام بعمل نسخ احتياطية للملفات المهمة بانتظام، لتجنب أن يصبحوا الضحية التالية. لا شك أن هذه الحملة قد دقت جرس الإنذار لمجرمي الإنترنت في جميع أنحاء العالم، إلا أن الأمن السيبراني لا يزال بحاجة إلى جهود مشتركة من الحكومة والشركات والأفراد.