
يُعد التعدين المدمج تقنية متقدمة تتيح للمعدنين العمل على عدة شبكات بلوكشين في وقت واحد دون الحاجة إلى قوة حسابية إضافية. وقد تم تطبيق هذه التقنية لأول مرة على شبكة Namecoin في عام 2010، حيث تمكن المعدنون من إعادة استخدام إثبات العمل (PoW) نفسه المستخدم في كتل Bitcoin لتعزيز أمن شبكة Namecoin. وتكمن أهمية التعدين المدمج في رفع مستوى أمان شبكات البلوكشين، لا سيما الشبكات الصغيرة، مع تحسين كفاءة إيرادات المعدنين. وبصفته حلاً فعالاً لإدارة الموارد، يلعب التعدين المدمج دوراً محورياً في توسيع منظومات البلوكشين ودعم تطبيقاتها المتنوعة.
ظهر مفهوم التعدين المدمج في مجتمع Bitcoin بهدف معالجة ضعف القوة الحسابية في شبكات البلوكشين الناشئة. وفي عام 2011، أصبح Namecoin أول مشروع يطبق التعدين المدمج، ونجح في دمج عمليات التعدين مع شبكة Bitcoin.
وتطورت تقنية التعدين المدمج عبر مراحل رئيسية:
ويُعد التعدين المدمج حلاً لتوسعة البلوكشين، إذ يمنح الشبكات الأصغر فرصة الاستفادة من أمان الشبكات الأكبر، ويعزز تنوع منظومات البلوكشين.
يعتمد التعدين المدمج على وجود سلسلة رئيسية (عادة شبكة بلوكشين كبيرة مثل Bitcoin) وسلاسل فرعية (شبكات أصغر). وتتمثل الآلية التقنية فيما يلي:
وتكمن التحديات التقنية في الحفاظ على التوافق بين السلاسل، وتنسيق توقيت إنشاء الكتل، وضمان عدم تأثر كفاءة التعدين في السلسلة الرئيسية أثناء عملية التعدين المدمج.
تشهد تقنية التعدين المدمج في قطاع البلوكشين تطورات متعددة:
ومع تطور تقنية البلوكشين نحو مزيد من الكفاءة والاستدامة، يتوقع أن يصبح التعدين المدمج جسراً أساسياً يربط شبكات البلوكشين المختلفة، ويعالج تحديات توزيع القوة وآليات تحفيز المعدنين.
يُعد التعدين المدمج من الابتكارات الجوهرية في تقنية البلوكشين، ويمثل توجهاً نحو مشاركة الموارد وتحسين الكفاءة. إذ يسمح للمعدنين بتقديم قوتهم الحسابية لعدة شبكات في آن واحد، مما يعزز أمن الشبكات الصغيرة ويرفع كفاءة منظومة البلوكشين ككل. ورغم التحديات التقنية ومخاطر المركزية، يظل التعدين المدمج عنصراً محورياً في توسعة وتكامل شبكات البلوكشين. ومع تنوع تطبيقات البلوكشين، ستواصل تقنية التعدين المدمج التطور، لتوفر أساساً متيناً لبناء أنظمة شبكات بلوكشين أكثر ترابطاً وكفاءة.


