كيف تؤثر السياسات الاقتصادية الكلية في تقلب أسعار العملات المشفرة؟

سياسات الاحتياطي الفيدرالي ترفع تقلبات العملات المشفرة بنسبة 50%

تؤثر السياسات النقدية للاحتياطي الفيدرالي بشكل كبير على تقلبات سوق العملات المشفرة، إذ تدفع تحركات الأسعار حتى 50%. ويعود هذا التأثير بشكل أساسي إلى ترابط الأسواق المالية العالمية وحساسية الأصول الرقمية للعوامل الاقتصادية الكلية. عند تنفيذ الاحتياطي الفيدرالي تخفيضات في أسعار الفائدة، ترتفع عادةً أسعار العملات المشفرة مع توجه المستثمرين نحو الأصول الأعلى عائداً. في المقابل، تؤدي زيادة أسعار الفائدة إلى ضعف قيمة العملات المشفرة نتيجة تزايد جاذبية الاستثمارات التقليدية.

ولتوضيح هذه العلاقة، إليك البيانات التالية:

تُظهر هذه الأرقام التأثير القوي لسياسات الاحتياطي الفيدرالي على سوق العملات المشفرة. فعلى سبيل المثال، في عام 2025، دفعت التخفيضات المدروسة لأسعار الفائدة والتقليص البطيء للسيولة الكمية إلى زيادة جاذبية العملات المشفرة، وتُشير التوقعات إلى وصول Bitcoin إلى 130,000 دولار أمريكي. وقد دعم هذا التوقع تدفق أكثر من 46.6 مليار دولار إلى صناديق Bitcoin المتداولة في البورصة (ETFs) منذ بداية العام، حيث يدير صندوق IBIT التابع لشركة BlackRock وحده أصولاً بقيمة 51 مليار دولار.

تؤكد استجابة سوق العملات المشفرة لسياسات الاحتياطي الفيدرالي أهمية متابعة قرارات البنوك المركزية للمستثمرين والمتداولين في القطاع الرقمي. ومع سعي الاحتياطي الفيدرالي لتحقيق التوازن بين كبح التضخم ودعم سوق العمل، ستواصل هذه التحولات رسم مستقبل الاستثمار طويل الأمد للأصول المشفرة.

بيانات التضخم تحرك 30% من تقلبات أسعار العملات المشفرة

أظهرت أبحاث حديثة أجراها حكيمي، ونشرت في ورقة عمل لصندوق النقد الدولي عام 2021، الأثر الكبير لبيانات التضخم على تقلبات أسعار العملات المشفرة. وتشير الدراسة إلى أن نحو 30% من تقلبات أسعار العملات المشفرة تعود لمعلومات التضخم، مما يبرز العلاقة الوثيقة بين العوامل الاقتصادية الكلية وأسواق الأصول الرقمية.

ولتوضيح تأثير المؤشرات الاقتصادية المختلفة على أسعار العملات المشفرة، إليك المقارنة التالية:

رغم الدور المحوري للتضخم، إلا أن أسعار الفائدة ونمو الناتج المحلي الإجمالي تشكل أيضاً عوامل هامة في ديناميكيات سوق العملات المشفرة. فغالباً ما تدعم السياسات النقدية التوسعية الأسواق الصاعدة، بينما تؤدي إجراءات التشديد مثل رفع أسعار الفائدة إلى اتجاهات هبوطية.

بحلول 2025، يتوقع الخبراء أن تزداد قوة العلاقة بين مؤشرات التضخم وأسعار العملات المشفرة. وتشير التوقعات إلى أن مؤشر أسعار المستهلك (CPI) سيبلغ نحو 3.4%، بينما سيصل مؤشر أسعار المنتجين (PPI) إلى -3.6%. ومع التأثير الثابت لبيانات التضخم بنسبة 30%، ينبغي للمشاركين في السوق متابعة اتجاهات التضخم عن كثب عند اتخاذ قراراتهم الاستثمارية في قطاع العملات المشفرة.

تحركات الأسواق المالية التقليدية تفسر 20% من تغيرات أسعار العملات المشفرة

أظهرت أبحاث حديثة وجود ارتباط قوي بين الأسواق المالية التقليدية وتحركات أسعار العملات المشفرة. إذ تعود نحو 20% من تغيرات أسعار العملات المشفرة لتحركات الأسواق المالية التقليدية، مما يعكس تزايد الترابط بين القطاعين. وتبرز هذه العلاقة بشكل خاص عند مقارنة الأصول المشفرة بالأسهم. يوضح الجدول التالي ارتباط العملات المشفرة الرئيسية بمؤشرات الأسهم الكبرى:

تُظهر هذه الارتباطات أنه مع تقدم العملات المشفرة، تزداد اندماجاً مع النظام المالي العالمي. ومع ذلك، تبقى أسعار العملات المشفرة أقل تأثراً بالعوامل الاقتصادية الكلية مقارنة بالأصول المالية التقليدية، حيث يُعزى 80% من تغيرات الأسعار إلى عوامل خاصة مثل معنويات السوق، والتطورات التقنية، والأخبار التنظيمية. ويطرح هذا الواقع فرصاً وتحديات أمام المستثمرين الراغبين في التنويع. ومع استمرار تطور سوق العملات المشفرة، يصبح فهم العلاقة مع التمويل التقليدي جوهرياً لإدارة المحافظ وتقييم المخاطر في قطاع الأصول الرقمية.